سواء مع أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء، لا نريد إيذاء مشاعر أحد أو إثارة استياء أي شخص، مهما كان الموقف غير مريح أو غير مناسب لنا.
لماذا؟ لأننا نحن، خصوصا النساء مشروطات اجتماعيا وثقافيا بوضع رغباتنا تحت رغبات الآخرين.
يعني ببساطة وعلى سبيل المثال، الأم تجعل رغبات أطفالها في المقدمة، أما ما تريده هي فلا بأس بإمكانه الانتظار! فهي قد قررت أنها ستشاهد مسلسلها المفضل على الساعة 8 مساء لكن طفلها البالغ من العمر 6 سنوات أراد أن يشاهد أفلام الكرتون في نفس الساعة، هنا الأم ولكي لا يبكي طفلها سمحت له بمشاهدة التلفاز وبالتالي حققت رغبته قبل رغبتها هي!
هل هذا خاطئ؟ لا و نعم!
كيف هذا؟
لا، لأنها أرادت إدخال البهجة في قلب طفلها ولم ترد إيذاء مشاعره برفض طلبه.
نعم، لأنها سمحت له بتعدي حدودها في تخصيص وقت خاص لها بمشاهدة التلفاز.
هل ينتهي هذا الموقف هنا؟ لا أبدا، سيستمر في كل مرة أراد الطفل شيئا، ولأن الأم لن ترفض فهو سيستمر في الطلب وتجاوز رغباتها.
هل هذا الموقف يحدث لهذه الأم فقط مع طفلها؟ لا أبدا، بل مع كل شخص من حولها.
لسوء الحظ، فإن التأثير التراكمي لهذه المواقف الغير مريحة والفشل في تحديد الحدود في العلاقات له تأثير ضار على جودة حياتنا، كما تقول خبيرة العلاقات والمعالجة نيدرا جلوفر تواب، مؤلفة كتاب Set Boundaries ،Find Peace
هناك الكثير من حالات القلق والاكتئاب ومشاكل العلاقات التي تتأثر بعدم وجود حدود.
هل لديك مشاكل مرتبطة بوضع الحدود في العلاقات ؟
دعني أطرح عليك مجموعة من الأسئلة لتكتشف بها إن كنت تعاني من مشاكل في حدودك الشخصية أو لا.
- شعرت يوما أن الناس يستغلونك أو يستخدمون عواطفك لتحقيق مكاسبهم الخاصة؟
- هل أنت مضطر إلى \”إنقاذ\” الأشخاص المقربين منك وحل مشكلاتهم طوال الوقت؟
- هل تجد نفسك متورطا في جدال لا طائل من ورائه؟
- أنت منجذب إلى شخص أكثر بكثير مما يجب أن تكون عليه؟
- تخبر الناس بمدى كرهك للدراما ولكن يبدو أنك عالق فيها؟
- تقضي الكثير من الوقت في الدفاع عن نفسك بسبب أشياء تعتقد أنها ليست خطأك؟
- علاقاتك دائما متذبذبة؟ بين الصلح و الخصام؟
إذا أجبت بـ \”نعم\” على عدد قليل من الأسئلة، فمن المحتمل أنك تضع حدودا سيئة في علاقاتك، أما إذا أجبت بـ \”نعم\” على معظم أو كل الأسئلة، فلن تواجه فقط مشكلة حدود في علاقاتك، ولكن من المحتمل أيضا أن تواجه مشكلات شخصية أخرى في حياتك. على سبيل المثال، فقدان الثقة أو كونك لطيف أكثر من اللازم، أو مشكل التعلق.
ما هي الحدود في العلاقات ولماذا هي مهمة؟
عندما تفكر في كلمة الحدود، ما الذي يتبادر إلى ذهنك؟
قد تفكر في شيء مثل خط أحمر أو دائرة مغلقة ⭕️، صحيح؟
عموما نحن نستعمل الحدود حيث ينتهي شيء ويبدأ شيء آخر. والحدود في العلاقة تتبع نفس التعريف؛ حيث تساعد هذه الحدود كل شخص على معرفة أين ينتهي هو ويبدأ الطرف الآخر. باختصار، تساعدك الحدود على تحديد ما يشعرك بالراحة وما توافق عليه وكيف ترغب في أن يعاملك الآخرون.
تنطبق هذه الحدود في العلاقات على أي نوع من العلاقات لديك – سواء مع صديق أو أحد أفراد الأسرة أو شريك أو أي شخص آخر في حياتك.
في العلاقات الرومانسية مثلا، تساعد الحدود في توضيح مسؤوليتك في العلاقة. على سبيل المثال، إذا قلت كلمات بذيئة لشريكك، فأنت تتحمل مسؤولية هذه الكلمات وتعتذر. وإذا سألك شريكك عن سبب التزامك بالهدوء، فأنت تتحمل مسؤولية مساعدته على فهم ما تشعر به.
عندما تكون حدود المسؤولية واضحة ومحترمة من قبل كلا الشريكين، فإن العلاقة لها أساس قوي لتنمو. ومع ذلك، إذا لم يتم احترام الحدود، ستستمر المشاكل في الظهور.
كيفية وضع الحدود في العلاقات وتكون حدود صحية؟
غالبا ما تكون الحدود السيئة انعكاسا لعدم احترامك لذاتك، لهذا يجب أن تعمل عليه أولا.
احترام الذات هو ما تعتقد أنك تفعله في حياتك، بالمقارنة بما يفعله الآخرون. إذا كنت تعاني من تدني احترام الذات، فعلى الأرجح، أنت لا تقوم بعمل جيد وفقا لبعض المقاييس، وأهم ما يمكنك القيام به هنا هو ممارسة التعاطف مع نفسك.
كل شخص يفتقر إلى شيء ما أو يفشل بطريقة ما، لا تقسو على نفسك، اقبل عيوبك وتعلم أن تكون مرتاحا لها، ثم حاول تحسينها.
كلما تقبلت نفسك كما أنت ثم عملت على تطويرها فهذا بحد ذاته احترام لذاتك. هذا عمل شاق ويستغرق وقتا، لكنك ستنتهي في مكان أجمل بكثير مما أنت عليه الآن.
عندما تشعر باحترام أكبر لنفسك، ستظهر ببطء حدود صحية في حياتك. ستعرف غريزيا ما سوف تتسامح معه أو لا تتسامح معه؛ سوف ترسم خط حدودك وتفرضه باختيارك الحر.
ولكن إذا لم يحدث هذا بشكل طبيعي، أو إذا لم تكن قد وصلت إلى مستوى احترام الذات الكلي، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها على صعيد الحدود.
3 خطوات لوضح حدود صحية في علاقاتك
1ـ اكتب حدودك على ورقة
القول أسهل من الفعل. لكنك لن تصل إلى أي مكان ما لم تحدد حدودك الشخصية. ما الذي سوف تتحمله أو لا تتسامح معه في حياتك؟
ما هي السلوكيات التي تقبلها أو لا تقبلها؟ من عائلتك، وشريكك، وأصدقائك، وزملائك…؟
2ـ حدد عواقب تجاوز حدودك
قرر ما هي العواقب إذا تجاوز شخص ما إحدى الحدود الخاصة بك. لن يكون من السهل التفكير في العواقب بمجرد حدوثها، حيث ستكون متحيزا من قِبل الشخص وعدد لا يحصى من العوامل الأخرى، لذا قرر من البداية حدودك وعواقب تجاوزها.
حدود ما يمكننا قبوله هي حدود حريتنا
– تارا براش
3ـ اجعل حدودك معروفة
هذا مهم بشكل خاص للأشخاص الأقرب إليك. ربما يكون من الجيد أن لا يعرف الغرباء كل حدودك، ولكن ليس من المناسب تماما لشريكك ألا يعرف متى سيتخطى الخط الأحمر!
على سبيل المثال، إذا كنت لا تستطيع قبول أي شكل من أشكال الخيانة، فيجب أن توضح من اليوم الأول أنك ستنهي العلاقة إذا حدث هذا.
من ناحية أخرى، إذا اتفقت أنت وشريكك على أنك لن ترفع صوتك أثناء الخلاف، فقد تكون نتيجة الصراخ أثناء جدالك هي إيقاف الجدال مؤقتا والمشي لمدة 30 دقيقة بمفردك.
إذا تجاوز شخص ما حدودك، فافعل ما قلته. كن رحيما، لكن كن حازما.
أنت تستحق أن تكون محبا ومحترما، وتلعب الحدود دورا كبيرا في إنشاء علاقات صحية تتيح لك أن تكون أنت. إذا كان لا يزال لديك أسئلة حول تعيين الحدود الخاصة بك، فيمكنك طرح سؤالك في التعليقات! سأجيبك بكل حب ✍????????