عندما تكون في حالة حب، خاصة في المراحل المبكرة؛ تكفي مكالمة أو رسالة نصية لإثارة تلك المشاعر الجياشة داخلك، والتي تدفعك إلى لقاء شريكك بعمق.
ومع ذلك، يمكن لهذا الشوق أن ينزلق سريعا إلى احتياج شديد إذا بدأت في إعطاء الأولوية للعلاقة قبل كل شيء. وهنا يُوَلِّد \”الاندماج\” في العلاقات تقاربا جسديا وعاطفيا. ولكن إذا تم أخذه إلى أقصى الحدود، ينحرف إلى ما يشير إليه الناس على أنه \” تعلق مرضي \”.

ااام دخلت معك على العميق مباشرة اليوم دون مقدمات. هذا لأن الموضوع يستحق ولا يحتاج لمقدمات!

هل تم إخبارك من قبل أنك متعلق للغاية؟
هل سبق أن اتهمك شريكك الحالي أو السابق بأنك مرتبط به كثيرا أو تابع له؟

في حين أن نواياك قد تكون جيدة تماما، لكن اسمعها مني قبل الدخول في التفاصيل، التعلق المرضي في العلاقة ليس جيدا أبدا.

ما هو التعلق المرضي ؟

إن امتلاك شخصية متعلقة يعني أنك تميل إلى البقاء قريبا جدا من شخص ما للحصول على الدعم والحماية منه، سواء دعم معنوي أو مادي.

قد يظهر التعلق المرضي بأشكال مختلفة من السلوكيات التي تبدوا من الظاهر طبيعية تماما. لكن الشخص المصاب بالتعلق ينتقل بها إلى مستوى الإفراط.

تشمل هذه السلوكيات:

1. الاتصال بشريكك عدة مرات في اليوم.
2. تصاب بالذعر عندما لا يستجيب شريكك.
3. تطارد أنشطة شريكك باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي.
4. الشعور بالغيرة من قبل أصدقائه أو زملائه في العمل من الجنس الآخر.
5. السعي باستمرار لمعرفة مشاعر شريكك تجاهك.

إذا كانت هذه هي السلوكيات التي تجد نفسك تقوم بها بشكل متكرر، فقد يكون من الصعب ابتلاع الواقع والاعتراف بهذا. فمن ستقول ااووه صحيح أنا أرسل رسائل أكثر من الطبيعي لزوجي! على العكس سيكون جوابها؛ عاادي هذا زوجي وأنا أطمئن عليه!

ومع ذلك، في حين أنه قد لا يكون من السهل الاعتراف بهذا التعلق المرضي. إلا أن هناك جذرا أساسيا وراء ميلك إلى التشبث والتعلق بالشركاء أثناء علاقاتك. وليس بالضرورة أن تكون علاقة زواج فقط!

تقول \’Marriage & Family Therapist\’ معالجة الأزواج والأسرة Beverley Andre: \”يأتي السلوك المتشبث من رغبة الشخص في تلبية احتياجاته غير الملباة، سواء كانت عاطفية أو جسدية أو روحية أو عقلية. حيث يشعر الشخص بالخوف والقلق المرتبط باعتقاده أنه لن يتم تلبية احتياجاته. لذلك يتشبث ويتعلق أكثر بشخص معين أو بموقف لمنع خطر حدوث ذلك.\”

ما هو مصدر التعلق المرضي ؟

يتطور التعلق في مرحلة الطفولة بين الوالدين والطفل. كيف يستجيب أحد الوالدين لطفلهما يؤثر على أسلوب التعلق. إذا كان الطفل غير متأكد من رد فعل أحد الوالدين تجاه طلباته واحتياجاته، فمن المحتمل أن يطور الطفل ارتباطا مرضيا بشخص آخر.

فمثلا أكيد ستكونين سمعت عن تلك الأم التي تعلق طفلها بخادمتها أكثر منها، لماذا؟
لأن الطفل لديه احتياجات عاطفية ومادامت الأم لم تلبها بشكل متوازن فسيتعلق الطفل بأي شخص يسد هذه الاحتياجات.

لهذا من المرجح أن يكون أسلوب تعامل الآباء مع احتياجات أطفالهم هو نفس نمط التعلق الذي سيطوره هؤلاء الأطفال مع شركاء المستقبل.

إذا لم تكن هناك فرصة مبكرة لك لتعزيز الثقة مع أحد والديك أو الشخص الذي كان مسؤولا عن تقديم الرعاية لك، فسيصبح من الصعب، لاحقا، رعاية علاقات آمنة عاطفيا والشعور بأنه يمكن التعبير عن احتياجاتك والاهتمام بها بشكل متوازن وطبيعي.

لكن الحلول دائما موجودة وسنبدئها بأن تلاحظ سلوكياتك. هل تتضمن الأمثلة التي شاركتها معك سابقا أو لا. وهذا يأخذنا لأول خطوة للانتقال من إنسان متعلق مرضي إلى إنسان مكتفي ذاتيا.

5 خطوات للتخلص من التعلق المرضي

1- تقبل وجود مشكلة في العلاقة

من الأشياء المهمة التي يجب القيام بها عند إجراء تغيير نفسي هو إجراء جرد شخصي لأفعالك وسلوكياتك اليومية. ومن خلال القيام بهذا، يمكنك ملاحظة ما إذا كنت متعلقا بالفعل أم لا.

إذا وجدت أنك تسعى باستمرار للتواصل أو اللقاء مع شريكك، أو إذا كنت تراقب أنشطته بلا كلل على وسائل التواصل الاجتماعي – فهناك احتمال كبير بأنك مصاب بالتعلق المرضي.

قبول هذه الحقيقة يحررك لتغيير نمط سلوكك، لهذا من المهم أداء هذا التمرين!

انظر في داخلك بصدق لتحديد ما إذا كانت تصرفاتك تفوق المعتاد، أو ما إذا كان الطرف الآخر في العلاقة يصفك بشكل غير عادل بطريقة معينة.

بعد التأمل الدقيق في سلوكياتك، ركز على بناء علاقة صحية مع شريكك وذلك بالعمل على سد احتياجاتك التي تطالبه بها باستمرار.

يتم نصح النساء اللاتي يعانين من التعلق المرضي وليس لديهن أبناء غالبا بتربية قطة. لماذا؟ لأن وجودها في بداية مرحلة العلاج سيشغلها عن التفكير في الطرف الآخر وكيف ستتواصل معه في كل لحظة!

هل لديك قطة؟

2- تحدث مع شريكك حول هذا الموضوع

بعد تقبلك أنك تعاني من التعلق المرضي ، تحدث إلى شريكك حول مشاعره تجاه سلوكياتك، يمكن أن يوفر هذا نظرة ثاقبة على التغييرات المطلوبة للحفاظ على علاقة صحية.
وانتبه أن شريكك كما ذكرت سابقا يمكن أن تكون والدتك وأنت متعلقة بها، أو شريكك في العمل وأنت تخاف أن ينهي الشراكة.

ركز ببساطة على حقيقة أن علاقتك لا تزال قائمة، ويمكنك إنقاذها بالتغييرات الصحيحة وفي الوقت المناسب، إذا وجدت نفسك أمام تحدي كبير لبإمكانك دوما الاستعانة بمختص.

3- خذ وقتا للتركيز على نفسك

خذ الوقت الكافي لإعادة اكتشاف نفسك. ما هي الأشياء التي تحب أن تفعلها؟ ما هي الهوايات التي توقفت عن ممارستها؟ عندما تشعر بالحاجة المعتادة للتواصل مع شريكك، تجاوز هذه الحاجة بممارسة شيء تحب فعله ويحسك بالإشباع.

يساعد الاتفاق على أوقات معينة للتواصل مع شريكك في بناء علاقة واضحة وسلسلة بدل إرسالك لرسالة كل دقيقة، فأنت تتفق معه على الوقت الذي يناسبكما معا فتتحدثان براحة أكبر.

4- اقضِ المزيد من الوقت مع الأصدقاء

بعد مدة من التركيز على نفسك وإعادة اكتشاف هواياتك وما تحب القيام به، ستعود إلى ذاكرتك اللحظات الجميلة التي عشتها رفقة مجموعة معينة من الناس.

وبينما تتعلم أن تكون أقل تعلقا، فهذا هو الوقت المثالي للعودة لأصدقائك وعائلتك التي شاركتهم لحظاتك المرحة، وهذا لن يؤدي إلى تقوية علاقتك بهم فحسب، بل هو بمثابة فرق مرحب به من كونك على اتصال دائم بشريكك.

5- احصل على المساعدة

يمكن أن يساعدك العلاج في فهم سبب ارتباطك الشديد بالناس، فإذا كان التعلق المرضي هو أول مشكل أنت تحاول التخلص منه سيكون من الصعب أن تصارح نفسك بالسلوكيات الخاطئة التي تمارسها.

لكن إن كنت أمام مختص فأسئلته وطريقة تجاوبه معك ستساعك بكل تأكيد على تجاوز مرحلة التقبل والانتقال إلى العلاج.

يتعارض التعلق المرضي بشكل كبير مع المتعة البريئة التي يمكن الحصول عليها من علاقة صداقة أو علاقة زوجية. ومع ذلك، من الممكن جدا أن تسهل عليك طريق للخروج من هذا السلوك، إلى علاقات أكثر توازنا.

اقبل سماتك وتحدث بصدق مع شريكك في طريقة إدارة علاقتكما بالشكل الذي يناسبكما معا.