لماذا تحتاج أن تغير تعريفك عن نفسك أمام الناس؟

بماذا تعرف نفسك
Share on facebook
Facebook
Share on linkedin
LinkedIn
Share on print
Print
Share on telegram
Telegram
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email

الحياة المثالية التي تريدها تقتضي أن تحدد بماذا تعرف نفسك.

من السهل أن تَعْرِف اسم شخص آخر وعمله وحالته العائلية، لكن من الصعب أن تعرف فعلا كيف يعيش، وهل هو راضِِ عن حالته. إلا أن هنالك طريقة واحدة؛ اتركه يتحدث عن نفسه!

الحديث عن النفس يجعل الشخص يقول ما هو مخفي، أفكاره، ومشاعره، عما يعيشه، وبالتالي عن نفسه.

كم من مرة سمعت أن فلانة تعمل في وظيفة مرموقة، وقلت واااو يال حظها! في يوم ما، حين سنحت لك فرصة الحديث معها سمعتها تقول وظيفتي تجعلني قلقة وعصبية!

إن هذه المصطلحات التي تخرج من أفواهنا دون وعي منا كفيلة أن تجعلك تودع نمط الحياة الذي تريده.

  • أن تعرف نفسك بالشخصية العصبية لن يجلب الهدوء إليك.
  • أن تعرف نفسك بالشخصية القلقة لن يجلب الطمأنينة إليك.

ما المقصود بـ: بماذا تعرف نفسك ؟

هنا، أنا لا أتحدث عن تمرين التعبير والإنشاء حيث تكتب عن نفسك ما لا يوجد فيها أصلا. بل القصد هو ما يوجد في اللاوعي لديك عن نفسك ويخرج بشكل مفاجئ أثناء الكلام مع الآخرين أو حتى مع نفسك.

في جلسة سيدات عادية، يتبادل الجميع أطراف الحديث. تحكي كل سيدة عن كيف أمضت أسبوعها مع أطفالها ومشترياتها الجديدة. في وسط الحديث، هناك جمل تتطاير دون حد.

أنا قلقة من نجاح ابني، أنا قلقة من عدم استعدادي الجيد لتربية الأطفال، أنا قلقة ألا يكون الجو مناسبا لهذا الأمر…
أنا حزينة لعدم مجيئي المرة الماضية، أنا حزينة أن فلانة تحضر، أنا حزينة لأني بدون وظيفة…

تتغير العوامل والمواقف، لكن يظل نفس الوصف الشخصي ونفس التعريف: أنا قلقة، أنا حزينة…

\"اضطراب

قد يقول البعض منكم، هذا شيء طبيعي، كلنا نقلق ونعبر عن قلقنا، وكلنا نحزن لما يحدث معنا!

كلامك صحيح، إلا في حالتنا هذه، أنت تكرر على نفسك نفس اللفظ. أنا قلق، أنا حزين! أنت شخصيا قد لا تلاحظ هذا الأمر، وإن أدركته فإليك مني خبرين، الأول إيجابي والثاني أقل منه إيجابية

  1. الخبر الإيجابي: مادمت عرفت بماذا تعرف نفسك فأنت تستطيع تغيير هذا التعريف بسهولة.
  2. الخبر الأقل إيجابية: تحتاج أن تعيد تعريف نفسك لمن حولك!

بماذا تعرف نفسك الآن؟

انتبه جيدا، هذا سؤال قوي! يحتاج منك ثلاث أشياء:

  1. المراقبة
  2. الصدق
  3. التكرار

بماذا تعرف نفسك، يكون على مستويين:

  • مستوى واعي: بحيث أنك تعلم جيدا الألفاظ والأوصاف التي تطلقها على نفسك، ومن السهل أن تخبر الآخرين بها.
  • مستوى لا واعي: أنت تُطلق على نفسك أوصافا، لكن لا تدركها بشكل واضح لكي تشاركها مع الآخرين.

هل هناك مستوى أفضل من الآخر؟

لا، كلاهما يحتاج للعمل من أجل تغيير هذا التعريف السلبي عن النفس.

لنشرح الخطوات السابقة إذن!

1ـ التركيز

هنا أنا لا أقصد أن تركز على التعريف السلبي ذاته، بل على نفسك وماذا تقول وبماذا تشعر!

حين تتحدثين مع صديقاتك مثلا، لا تجعلي كلامك ينتهي بدون مراقبة. راقبي ما الذي تقولينه عن نفسك، المواقف التي حدثت اليوم بماذا جعلتك تشعرين؟
إذا كنت في اجتماع عمل، كيف وصفت نفسك؟ مع زحمة العمل، ما هو شعورك الغالب؟

مسألة أخرى مساعدة في التركيز والمراقبة، هي معرفة كيف يعرفك الآخرون أيضا. انتبه ما الذي يقولونه عنك، هذه أم عصبية، أنت دائما تتحدثين بعصبية، لماذا أنت دائما متعصبة…؟

2ـ الصدق

حين تكون صادقا مع الكون، فهو يصدق معك.

معرفة بماذا تعرف نفسك، ليست مسألة بسيطة أو سريعة التعديل. حين تقولين أنك تريدين النجاح في حياتك المهنية أو الارتباط بزوج جيد، أو ربما أن تصبحي ثرية… كل هذه الأهداف والنوايا إن لم تصححي تعريفك عن نفسك لن تحقق، وإن تحققت فستنتهي بعد فترة.

  • هدف الثراء لا يقبل أن تقولي عن نفسك بخيلة أو مسرفة!
  • هدف النجاح لا يقبل أن تقولي عن نفسك فاشلة أو عديمة حظ!

مهما طبقت الخطوة الأولى وركزت على ما تقولينه عن نفسك، إن لم تعترفي به وتكونين صادقة تجاهه، فما المعنى من معرفته؟؟

اكتشفت أنك دائما وفي كل اجتماع عمل تعرفين نفسك بـ: أنا قلقة، أنا شخصية متسرعة… تقبلي هذا وابدئي التصحيح.

3ـ المراقبة

التكرار يهدف لإخراج تعريفاتك عن نفسك اللاواعية.

هذا تمرين أكثر منه خطوة، خصوصا لمن لم يكتشف بعد بماذا يعرف نفسه.

  1. خذ ورقة وقلم، يفضل ورقة بيضاء ـ الهاتف غير مقبول ـ.
  2. إسأل نفسك: بماذا أعرف نفسي؟
  3. اكتب الأجوبة على ورقة دون تفكير.

أنا عصبية، مزعجة، غيورة، طيبة، قلقة، مغامرة، عصبية، متحمسة، لطيفة، معقدة…

  • اكتب كل ما يأتي في ذهنك عن نفسك، إيجابي كان أو سلبيا.
  • بعدها قم بفلترة ما كتبته. ارسم دائرة حول التعريفات السلبية عن نفسك واحتفظ بها.

كرر نفس الخطوات السابقة لمدة 3 أيام، إلى أن تكتشف فعلا ما هو تعريفك عن نفسك. ستحدد هذا بمعرفة أكثر الصفات السلبية تكرارا لديك!

كيف تغير تعريفك لنفسك؟

1ـ كن واعِِ بتأثير الأفكار عليك

فكرة -> شعور -> نتيجة

لا أحتاج أن أفصل لك كثيرا عن مدى تأثير الأفكار الداخلية في الواقع. بما أنك تقرأ هذا المقال فقد تجاوزت فعلا هذه المعلومة، ولا يتبقى لك سوى تطبيقها.

2ـ تعلم كيف تتحكم في مشاعرك

إذا لاحظت معي أن أغلب التعريفات السلبية التي نقولها عن أنفسنا هي نابعة من شعور سلبي:

  • القلق
  • الغضب
  • الحزن
  • اليأس

لذلك، كلما كنت قادرا على تنظيف الغضب مثلا، ستتوقف عن تعريف نفسك بالشخصية الغاضبة!

3ـ استمع لقصص النجاح الإيجابية

أن تعرف نفسك بوصف سلبي لا يعني أنك إنسان سيء وتحتاج علاج معين، على العكس تماما. أنت إنسان طموح يسعى للتغيير نحو الأفضل، إلا أن بعض المواقف تخرجك من الطريق فتضطر للبدء من جديد.

لكن، إذا استمرت هذه المواقف، فستخرج من الطريق التي تريده مرة واحدة.

من الجيد، ومن المفيد أن تستمع لقصص نجاح الآخرين، أو على الأقل اختر شخصية تحبها وتراها جيدة وشاهد لقاءاتها التلفزية. راقب كيف يعرف الناجحون بأنفسهم: أنا ذكي، مبدع، مختلف، متميز، شجاع…

كرر الاستماع لهذه القصص وركز فكرك ومشاعرك على هذه الذبذبات!

ستعمل هذه الخطوة كأنها توكيدات إيجابية عن نفسك تكررها، لكن ليس بشكل بغبغي، بل بربطها بقصة حقيقية حققت شيئا أنت تستطيع أيضا تحقيقه.

لماذا تحتاج أن تغير تعريفك عن نفسك أمام الناس؟

كون كل شيء يتأثر ويؤثر على كل شيء، فمن الضروري أن تصحح صورتك أمام المحيطين بك.

تفكيرهم فيك بالتعريف الذي عرفت به نفسك يزيد من طاقته!

\"بماذا

نفرض أنك كنت تكرر دائما لفظ أنا عصبي، أنا شخصية عصبية… الآن، أنت في الطريق نحو التغيير. قمت بالتمرين السابق وتسعى الآن لتعديل أفكارك هذه.

من جهة أخرى، المحيطين بك، لازالوا يفكرون فيك على أنك عصبي! أووه فلان، يتعصب بسرعة، رأيت حالته العصبية وهي لا تصدق، إنه عصبي مع الجميع…

في لقاءاتكم القادمة، ركز وكرر وطبق سلوكيات معاكسة: أنا أكثر هدوءا، أنا هادئ، هذا الصباح مر بهدوء، أحب المكان الهادئ…

إليك هذا التنبيه، أنت لا تسعى لتغيير رأي الآخرين عنك، بل لبناء هوية جديدة لك.

يقول الكاتب ستيفن كوفي:

\’بينما تعيش قيمك، فإن إحساسك بالهوية والنزاهة والسيطرة والتوجيه الداخلي سوف يمنحك كلًا من البهجة والسلام. سوف تُعَرِّف نفسك من الداخل وليس من خلال آراء الناس أو مقارناتهم\’.

حين يصفنا الآخرون بوصف سلبي فنحن نتقبل الأمر لأن هذا سلوك يعكس شخصيتهم، لكن ماذا لو كان هذا الوصف السلبي نابعا منك أنت؟

ليس من الممكن أن تغير نظرة الآخرين لك، لكن من الممكن أن تغير نظرتك عن نفسك. تذكر، ما تفكر فيه وتشعر به تجاه ذاتك يصل الآخرين!

تحتاج مساعدة؟ أرسل رسالة واتساب الآن

انقر فوق أحد ممثلينا أدناه

خدمة العملاء
خدمة العملاء

I am online

I am offline

الدعم الفني للموقع
الدعم الفني للموقع

I am online

I am offline

Scroll to Top